السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
     حمدًا وشكرًا لجامع الناس ليوم لا ريب فيه، صلاةً وسلامًا على من لا عيب فيه محمد وآله وصحبه الهادين إلى سبيل الله ومرضاته، أما بعد:
     يا شُبَّانَ السّلَفِ الصالِحْ! قد سَمِعْتُ أنكم قَدْ خَتَمْتُم جميعَ دُروسِكم في مدرَسَتِكُمْ "الأسنَى" ولكن اعلمُوا أنّ في أَمَامِكم عُلومًا كثيرةً وكتبًا كبيرَةً، ولذلك لابُدَّ لكم من الهِمَّةِ العَالية، بتَحصيل تِلكَ العُلومِ والكُتبِ مع الفَهمِ الثَّاقِبْ، لا سِيَّماعلْمُ الفقهِ والتصوُّفِ والأحْكامِ التي أعْيَتْ عُقُوْلَ المحْرُوْمِيْنَ وكَلَّتْ عنْها أَفْهَامُهُمْ، ومِنْ شروطِ ذلك الأدَبُ مطلقا، لا سِيَّمَا الأدَبُ مع المعلِّمِ والمشايخِ، وانظُرُوا بعَيْنِ الإعْتبارِ مِنْ مُتخرِّجِي مَعْهَدِنَا هذا، من الذي ينتفعُ بعُلومهِ بعد خُرُوجهِ من المعْهَدِ بِنَشْرِها، هل هو الذي يُعظِّمُ بعْضَ المشايخِ دوْنَ غيرِهِ أي الذي يَتحزَّبُ، وهل هو الذي يُعظِّمُ كلَّ المشايخِ مع عدَمِ تَفْريقِهم أي الذي لم يَتَحزَّبْ.
     ونَرْجُوْ من الله أنْ يَهْدِيَنَا جميعًا إلى مَعالِى الأُمُوْر الدِّيْنِيَّةْ، وأنْ لا يَبْتَلِيَنَا بِسَفْسَفِهَا، وأن يُوَفِّقَنَا بالصبْر ومُصَابرَةِ قَبْضِ الإِيْمَانْ، في هذَا العَصْرِ أَخِرِ الزَّمَانْ، وإن كانَ مِثْلَ قَبْضِ الجَمْرةِ الذي لا يُطَاقْ، ولا يَزَالُ يُلقِيْهَا القَابِضُ إِلاّ بالتوفيق، وهِداية اللهِ الْخالِقْ؛
أُنادِيْكُمْ من هذه الفُرْصَةِ المُبارَكة
هَلُمُّوْا وتَقدَّمُوْا إلى الأَمامْ # لنَيْلِ المقصوداتِ بالتّمامْ
وتقدّمُوْا تَقَدُّمَ الأَسَدْ # ومع ذلك لابدَّ لكم من ترْكِ الفَسادْ
وكونوا من علماءِ الأخرة # ولا تكونُوا من العلماء الذين قَصْدُهُمْ الدنيا والْجَاهْ
     إلى هُنَا إيْصائي شفقةً لكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه تقريضة     
مِنْ بَعْضِ خُدّامُ المَعْهَدِ
( زين العابـدين الحاج )

Beranda / Dari Kami / Dinamika / Biografi / Mau'idzoh / Postingan / Kontak Kami